الطب الوقائي (Preventive Medicine) هو تخصص طبي يركز على منع حدوث الأمراض والإصابات والوفاة بدلاً من الاكتفاء بعلاجها بعد وقوعها.

يتبنى الطب الوقائي نهجاً استباقياً يهدف إلى تعزيز الصحة العامة وجودة الحياة للأفراد والمجتمعات من خلال تحديد عوامل الخطر، وتوفير التدخلات المبكرة، وتشجيع السلوكيات الصحية.

المبدأ الأساسي

على عكس الطب العلاجي (Curative Medicine) الذي يتعامل مع الأمراض التي حدثت بالفعل، فإن الطب الوقائي يعمل قبل المرض، محاولاً منع وصول المرض إلى مراحل متقدمة أو منع حدوثه أساساً.

ويوظف هذا التخصص مهارات من مجالات عديدة تشمل الطب، والصحة العامة، وعلم الأوبئة، والعلوم الاجتماعية، والعلوم السلوكية لتحقيق أهدافه.

________________________________________

مستويات الطب الوقائي الثلاثة

يُقسم الطب الوقائي إلى ثلاثة مستويات رئيسية، يعمل كل منها في مرحلة مختلفة من مسيرة المرض:

1. الوقاية الأولية (Primary Prevention)

تهدف إلى منع حدوث المرض أو الإصابة به على الإطلاق. تُطبق على الأشخاص الأصحاء للحد من عوامل الخطر.

● أمثلة:

○ التطعيمات (اللقاحات): للوقاية من الأمراض المعدية.

○ التثقيف الصحي: حول أهمية ممارسة الرياضة، التغذية السليمة، والإقلاع عن التدخين.

○ تحسين البيئة: مثل تنقية مياه الشرب والتحكم في تلوث الهواء.

2. الوقاية الثانوية (Secondary Prevention)

تهدف إلى اكتشاف المرض وعلاجه في مراحله المبكرة جداً، غالباً قبل ظهور الأعراض، وذلك للحد من عواقب المرض الشديدة أو انتشاره.

● أمثلة:

○ الفحص الدوري (Screening): مثل تصوير الثدي الشعاعي (الماموجرام) للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وفحص ضغط الدم والسكري.

○ معالجة الحالات الكامنة: مثل السيطرة على ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول قبل أن يؤديا إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

3. الوقاية الثالثية (Tertiary Prevention)

تهدف إلى تقليل الآثار الناتجة عن مرض مزمن أو إصابة قائمة، وتحسين نوعية حياة المريض ومنع تدهور حالته أو حدوث مضاعفات.

● أمثلة:

○ إعادة التأهيل: برامج إعادة التأهيل للمرضى بعد النوبات القلبية أو السكتات الدماغية.

○ إدارة الأمراض المزمنة: توفير العلاج والدعم المستمر لمرضى السكري أو الفشل الكلوي لمنع المضاعفات.

________________________________________

أهمية الطب الوقائي

تكمن أهمية هذا التخصص في:

● تحسين جودة الحياة: من خلال إبقاء الأفراد أصحاء لفترة أطول.

● تقليل تكاليف الرعاية الصحية: إن الوقاية من الأمراض أقل تكلفة بكثير من علاجها في مراحلها المتقدمة.

● الحماية من الأوبئة: عبر برامج التطعيم والمراقبة الصحية للأمراض المعدية على مستوى المجتمع.