

موسوعة صحراوي منير
كلمة "الذكاء الحيوي" (Biointelligence) تُستخدم في سياقين رئيسيين يختلفان اختلافًا جذريًا:
1. الذكاء الحيوي في علم النفس (الذكاء البيئي)
هذا هو المعنى الأكثر شيوعًا ووضوحًا في الدراسات الأكاديمية لعلم النفس والتربية، وهو أحد أنواع الذكاء المتعددة التي اقترحها هوارد جاردنر.
التعريف:
هو القدرة على التعرف على البيئة الطبيعية وتصنيفها والتكيف معها والتفاعل مع مكوناتها، سواء كانت نباتات، حيوانات، أو ظواهر طبيعية.
خصائص الأشخاص ذوي الذكاء الحيوي المرتفع:
● يحبون التواجد في الطبيعة والتفاعل معها.
● يتمتعون بقدرة عالية على تمييز وتصنيف الكائنات الحية (مثل أنواع النباتات أو الحيوانات).
● لديهم اهتمام بالعلوم البيولوجية، الزراعة، والبيئة.
● يميلون إلى جمع وتصنيف العينات الطبيعية (مثل الصخور، القواقع، البذور).
المجالات المناسبة:
علماء الأحياء، البيطريون، علماء البيئة، الجيولوجيون، المزارعون، وخبراء النباتات.
2. الذكاء الحيوي في التكنولوجيا (التقاطع مع الذكاء الاصطناعي)
هذا المفهوم أحدث نسبيًا، ويصف حقبة تكنولوجية جديدة تنشأ من تقاطع ثلاثة مجالات رئيسية:
التعريف:
هو النتيجة التكنولوجية والمنهجية لدمج وتكامل ثلاثة علوم:
1. البيولوجيا (علم الأحياء).
2. الأجهزة والهندسة (Hardware/Engineering).
3. البرمجيات والمعلوماتية (Software/Information Sciences)، وخصوصاً الذكاء الاصطناعي.
ببساطة، هو إنشاء أنظمة (برمجية أو مادية) تستوحي، أو تستخدم، أو تتفاعل بشكل عميق مع المكونات والعمليات الحيوية والبيولوجية لحل المشكلات بطرق أكثر استدامة وذكاءً.
الأنظمة الحيوية الذكية (Biointelligent Systems):
الهدف هو بناء أنظمة:
● تستخدم الموارد البيولوجية بفعالية (مثل بناء مواد ذاتية التنظيم).
● تحاكي ذكاء الكائنات الحية (مثل آليات التعلم والتكيف).
● تدمج مكونات حيوية وتقنية مع حلقة تغذية راجعة بينهما.
الآفاق المستقبلية:
يهدف هذا المجال إلى إحداث تحول في مجالات مثل الرعاية الصحية (الذكاء العضوي)، والتصنيع المستدام، وإنتاج الطاقة، وتصميم مواد البناء القادرة على تنظيم نفسها ذاتيًا.
ملخص: إذا كنت تتحدث عن القدرات البشرية، فالذكاء الحيوي يعني التعلق بالطبيعة وتصنيفها. أما إذا كنت تتحدث عن التكنولوجيا، فهو يعني دمج البيولوجيا والذكاء الاصطناعي والهندسة لحل مشكلات العالم الحقيقي بطرق جديدة ومستدامة.
0تعليقات