الحضارة الإسلامية

الحضارة الإسلامية هي الإرث الثقافي والفكري والمادي والقيمي الذي أنجزته الشعوب والأمم التي اعتنقت الإسلام أو عاشت في ظله، واستندت في تكوينها على المبادئ والقيم المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية.

هي ليست مجرد حضارة عرقية (كالحضارة العربية وحدها)، بل هي نتاج امتزاج وإسهام شعوب عديدة (عرب، فرس، أتراك، هنود، أمازيغ، وغيرهم) من خلفيات ثقافية وعرقية مختلفة، وحدها الدين الإسلامي، وحولوا المنهج الإسلامي إلى نظام اجتماعي، سياسي، اقتصادي، وعلمي متكامل.



أبرز خصائص الحضارة الإسلامية


تميزت الحضارة الإسلامية بخصائص فريدة جعلتها حضارة عالمية ومؤثرة، ومن أهمها:

1. الربانية (الأصول): هي حضارة قامت على العقيدة الإسلامية ومبادئها الأخلاقية، فهي ليست من صنع البشر المطلق بل هي موجهة بوحي من عند الله (تعالى).

2. العالمية والإنسانية: لم تكن مقتصرة على عرق أو جنس أو منطقة جغرافية معينة. فقد شملت في أوجها مناطق واسعة من الشرق الأوسط، شمال إفريقيا، آسيا الوسطى، وإسبانيا، وأفسحت المجال لغير المسلمين للإسهام في تقدمها.

3. الشمولية والتوازن: شملت كل جوانب الحياة الإنسانية (الروحية والمادية، الدينية والدنيوية)، وحققت توازناً فريداً بين الروح والعقل، وبين متطلبات الدنيا والآخرة.

4. الحث على العلم: جعل الإسلام طلب العلم فريضة، مما أدى إلى ازدهار حركة الترجمة والبحث العلمي والابتكار في شتى العلوم، كالطب والفلك والرياضيات والفلسفة.

5. الأمانة العلمية والتطوير: لم تكتفِ الحضارة الإسلامية بنقل علوم الحضارات السابقة (اليونانية والفارسية والهندية)، بل عملت على تنقيحها وتطويرها والإضافة إليها بجهود وإبداعات العلماء المسلمين.


العصر الذهبي

بلغت هذه الحضارة ذروتها، المعروفة بـ "العصر الذهبي للإسلام"، الذي امتد تقريباً من منتصف القرن الثامن الميلادي حتى منتصف القرن الرابع عشر، وشهد أعظم إنجازاتها في عواصم كبرى مثل بغداد، ودمشق، والقاهرة، وقرطبة.



0تعليقات

1 - تعليقك يساهم في تطوير المحتوى ويزيد من الفائدة بمشاركتنا بأفكارك واقتراحاتك
2 - رأيك يهمنا فساهم بتعليقاتك معنا
3 - يرجى عدم وضع روابط خارجية في التعليقات لضمان نشرها
4 - لا تنس نشر المواضيع لكسب الأجر