الشعر الجاهلي هو أقدم وأعرق فنون الأدب العربي الذي وصل إلينا مدوناً ومحفوظاً، ويُقصد به الشعر الذي قيل في "العصر الجاهلي"، أي الفترة التي سبقت ظهور الإسلام بحوالي قرن ونصف أو قرنين من الزمان (تقريباً من منتصف القرن الخامس الميلادي حتى ظهور الإسلام في القرن السابع).

يُعتبر الشعر الجاهلي سِجل العرب (ديوان العرب) ومرآة حياتهم وتاريخهم وثقافتهم ولغتهم قبل الإسلام. وقد اعتمد عليه علماء اللغة والنحو العرب الأوائل كمرجع أساسي لقواعد اللغة وفصاحتها.

📜 خصائص الشعر الجاهلي:

يتميز الشعر الجاهلي بخصائص فنية وموضوعية تعكس البيئة الصحراوية القاسية ونظام الحياة القبلي:

1. وحدة الوزن والقافية: الالتزام الصارم بنظام القصيدة العمودية التقليدية، حيث تلتزم القصيدة بوزن واحد (بحر شعري) وقافية واحدة حتى نهايتها.

2. البنية التقليدية للقصيدة (المطالع): تبدأ معظم القصائد بـ:

○ الوقوف على الأطلال: (وصف آثار ديار المحبوبة المندثرة).

○ النسيب والغزل: (وصف المحبوبة والتعبير عن لوعة الفراق).

○ الرحلة ووصف الناقة أو الفرس: (الانتقال من الغزل إلى الغرض الرئيسي).

○ الغرض الرئيسي: (كالمدح أو الفخر أو الهجاء).

3. قوة اللغة والجزالة: استخدام ألفاظ وتراكيب فخمة وقوية، تعكس خشونة الحياة وفصاحة العرب.

4. الواقعية وصدق العاطفة: استمداد الصور الشعرية من البيئة المحيطة (الصحراء، الجمال، الخيل، السيف، المطر)، وغياب التكلف أو المبالغة المفرطة في التصوير.

5. وحدة البيت: غالباً ما يكون كل بيت شعري مستقلاً بالمعنى عن سابقه ولاحقه، على الرغم من وحدة الموضوع العام للقصيدة.

🏹 أغراض الشعر الجاهلي:

تعددت مواضيع الشعر الجاهلي لتشمل جوانب الحياة القبلية:

● الفخر والحماسة: التغني بالبطولات الفردية والقوة والشجاعة والكرم، والفخر بالقبيلة ومناقبها.

● الهجاء: ذم الخصوم من الأفراد والقبائل المجاورة والنيل منهم.

● المديح: الثناء على شخص كريم أو شجاع أو سيد قوم، وغالباً ما يكون لطلب العطايا.

● الرثاء: بكاء الموتى وتعداد مناقبهم.

● الغزل: وصف المرأة والتعبير عن مشاعر الحب أو الشوق.

● الوصف: وصف دقيق للطبيعة، الحيوانات، المعارك، وأدوات الحرب.

● الحكمة: تضمين القصائد خلاصة تجارب وخبرات الشاعر في الحياة.

أشهر شعراء العصر الجاهلي هم أصحاب المعلقات السبع أو العشر، وأبرزهم: امرؤ القيس، زهير بن أبي سُلمى، طرفة بن العبد، عنترة بن شداد، والنابغة الذبياني.