

قصة يأجوج ومأجوج
تُعد قصة يأجوج ومأجوج من القصص الغامضة والمثيرة التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، وتتحدث عن أمتين أو قبيلتين عظيمتين ستظهران في آخر الزمان، مسببتين فسادًا كبيرًا في الأرض.
من هم يأجوج ومأجوج؟
القرآن الكريم لا يذكر تفاصيل كثيرة عن أصلهم أو نسلهم، لكن الأحاديث النبوية تشير إلى أنهم من ذرية آدم عليه السلام. بعض التفاسير تذهب إلى أنهم من نسل يافث بن نوح عليه السلام. يتميزون بكثرة عددهم وقوتهم الجبارة.
ظهورهم في زمن ذي القرنين
تبدأ القصة بظهور ذي القرنين، الملك الصالح الذي طاف الأرض، ووصل إلى قوم كانوا يعانون من فساد يأجوج ومأجوج. هؤلاء القوم اشتكوا إلى ذي القرنين من الأذى الذي يلحقونه بهم، وطلبوا منه أن يبني سدًا يحميهم منهم.
استجاب ذو القرنين لطلبهم، وبدأ في بناء السد العظيم. لم يستخدم الطوب أو الحجارة العادية، بل استخدم قطع الحديد والنحاس المذاب، ثم صب فوقها النحاس المذاب، مما جعل السد منيعًا وصلبًا للغاية. وهكذا، تمكن ذو القرنين من حجز يأجوج ومأجوج خلف هذا السد، مانعًا إياهم من الخروج وإفساد الأرض.
يصف القرآن الكريم هذه الواقعة في سورة الكهف، الآيات من 93 إلى 97:
"حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)"
خروجهم في آخر الزمان
تذكر النصوص الدينية أن خروج يأجوج ومأجوج سيكون إحدى علامات الساعة الكبرى. ففي كل يوم يحاولون حفر السد حتى يكادوا يخرجون، لكن الله يأمرهم بالعودة في اليوم التالي ليجدوا السد قد عاد أقوى مما كان. يستمر هذا الحال حتى يأتي اليوم الذي يقول فيه أحدهم: "نحفره غدًا إن شاء الله"، وعندها فقط سيتمكنون من هدم السد والخروج.
عند خروجهم، سينتشرون في الأرض بسرعة هائلة، مفسدين كل ما يمرون به، يشربون ماء البحيرات والأنهار، ويهلكون الزرع والنسل. يصف الرسول صلى الله عليه وسلم خروجهم بأنهم "من كل حدب ينسلون"، أي يخرجون من كل مرتفع بسرعة.
0تعليقات