مساحة إعلانية

قصة أصحاب الكهف في القرآن الكريم

قصة أصحاب الكهف من القصص العظيمة التي وردت في القرآن الكريم، وتحديدًا في سورة الكهف من الآية 9 إلى الآية 26. وهي قصة مليئة بالعبر والحكم، وتُروى بشكل أساسي لتثبيت العقيدة وتأكيد قدرة الله على البعث.



ملخص القصة

تبدأ القصة في زمن ملك جائر، كان يُكره الناس على عبادة الأصنام ويُعذب كل من يرفض. في هذا الوقت، كان هناك مجموعة من الفتية المؤمنين بالله تعالى وحده، رفضوا الشرك وأعلنوا إيمانهم. أدركوا أنهم لا يستطيعون العيش في مجتمع يفرض عليهم الكفر، فقرروا الفرار بدينهم إلى الله.


رابط قراءة سورة الكهف


تشاور الفتية فيما بينهم، وقالوا: "ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلهًا لقد قلنا إذا شططا". خرجوا من مدينتهم ووصلوا إلى كهف في جبل، ليلجؤوا إليه من بطش الملك وقومه. وفي هذا الكهف، دعوا الله أن يمنحهم رحمته ويهيئ لهم من أمرهم رشدًا.


استجاب الله لدعائهم، فضرب على آذانهم فناموا نومًا عميقًا وطويلاً جدًا، استمر ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعًا (309 سنوات). خلال هذه المدة، كان الله يحفظهم ويرعاهم:


الشمس لا تمس أجسادهم: كانت الشمس تميل عن كهفهم عند الشروق والغروب، فلا تقع عليهم مباشرة حتى لا تؤذيهم.

تقليبهم في نومهم: كان الله يقلبهم ذات اليمين وذات الشمال حتى لا تتآكل أجسادهم.

كلبهم يحرسهم: كان معهم كلبهم "الرقيم" باسطًا ذراعيه بباب الكهف، وكان يبدو كأنه يقظ ويخيف من يراه، وذلك لحفظهم من الاقتراب.

ظن الناس أنهم موتى بسبب طول رقودهم وهيئتهم، ولذلك لم يجرؤ أحد على الاقتراب منهم.


بعد هذه المدة الطويلة، بعثهم الله وأيقظهم. عندما استيقظوا، ظنوا أنهم ناموا يومًا واحدًا أو جزءًا من يوم. أرسلوا أحدهم، وهو "يمليخا" (كما ورد في بعض التفاسير)، إلى المدينة لشراء طعام، وحذروه أن يكون حذرًا حتى لا يتعرف عليهم أحد.


عندما وصل الفتى إلى المدينة، وجد أن كل شيء قد تغير، الوجوه مختلفة، الأبنية مختلفة، وحتى العملات التي كانت معه لم تعد متداولة. أثار انتباه الناس بسبب عملته القديمة، فسألوه عن شأنه. أخبرهم بقصته وقصة أصحابه، فتعجب الناس أيما عجب، وأدركوا أنها آية من آيات الله على قدرته على إحياء الموتى والبعث بعد الفناء.


انتشر خبرهم، وجاء الناس ليروا هؤلاء الفتية الذين ناموا لقرون. وبعد أن أظهر الله آياته على أيديهم، قبض أرواحهم، واختلف الناس في أمرهم: هل يبنون عليهم بنيانًا أو مسجدًا؟ والله أعلم بعددهم وما حل بهم بعد ذلك.


العبر المستفادة من القصة

قصة أصحاب الكهف تحمل في طياتها الكثير من الدروس والعبر العظيمة، منها:


الثبات على الحق والإيمان: تظهر القصة قوة إيمان الفتية وشجاعتهم في مواجهة الباطل، واعتزالهم مجتمع الضلال حفاظًا على دينهم.

التوكل على الله والثقة به: عندما توكل الفتية على الله وفروا بدينهم، حفظهم ورعاهم بما لا يمكن أن يتخيله بشر، وهذا يعلمنا أن من يلجأ إلى الله بصدق، يكفيه الله ويحميه.

قدرة الله على البعث والحياة بعد الموت: هذه القصة هي دليل واضح على قدرة الله المطلقة على إحياء الموتى وبعثهم، حيث أنامهم مئات السنين ثم أيقظهم، وهذا يعتبر تأكيدًا لمفهوم البعث في الإسلام.

أهمية الصحبة الصالحة: الفتية كانوا مجموعة متآلفة، يشد بعضهم أزر بعض على الحق، وهذا يبين أهمية وجود الرفقة الصالحة التي تعين على الطاعة والثبات.

العلم عند الله: القرآن لم يحدد عدد الفتية بالضبط، بل ذكر اختلاف الناس في عددهم، ثم قال: "قل ربي أعلم بعدتهم"، وهذا يعلمنا أن الأمور الغيبية التي لم يخبرنا بها الله يجب أن نكل علمها إليه.

اليقين بالفرج بعد الشدة: بعد فرار الفتية من الاضطهاد، رزقهم الله الراحة والأمان في الكهف، وهذا يعطي الأمل للمؤمنين بأن بعد العسر يسراً.


تظل قصة أصحاب الكهف من القصص الملهمة التي تُتلى في سورة الكهف يوم الجمعة، لما فيها من معاني الإيمان والصبر والتوكل على الله.



0تعليقات

1 - تعليقك يساهم في تطوير المحتوى ويزيد من الفائدة بمشاركتنا بأفكارك واقتراحاتك
2 - رأيك يهمنا فساهم بتعليقاتك معنا
3 - يرجى عدم وضع روابط خارجية في التعليقات لضمان نشرها
4 - لا تنس نشر المواضيع لكسب الأجر