

التعريف بالنبي محمد ﷺ
مقدمة
يُعد النبي محمد بن عبد الله ﷺ خاتم الأنبياء والمرسلين، وسيد ولد آدم، بعثه الله تعالى رحمة للعالمين، برسالة الإسلام الخالدة، التي اختصت بالشمولية والخلود إلى يوم الدين. في هذا الموضوع، نستعرض تعريفًا موجزًا بسيرته العطرة، ونُسلّط الضوء على أخلاقه، ومكانته، وأثره في البشرية.
نسبه ومولده
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، من أشرف بيوت قريش، وأشرف نسب في العرب. وُلد في مكة المكرمة في عام الفيل، الموافق تقريبًا لعام 570 ميلادي. توفي والده عبد الله قبل ولادته، وتكفّلت به والدته آمنة بنت وهب، ثم جدّه عبد المطلب، ثم عمّه أبو طالب بعد وفاة الجد.
نشأته وحياته قبل البعثة
نشأ النبي ﷺ يتيمًا، لكنه كان معروفًا بين قومه بالصدق والأمانة، حتى لُقّب بـ"الصادق الأمين". عمل في رعي الغنم، ثم في التجارة، وذاع صيته كموظف أمين في قوافل قريش، مما لفت أنظار خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، التي تزوّجها لاحقًا وكان عمره ﷺ حينها 25 عامًا.
بعثته النبوية
عندما بلغ سن الأربعين، أكرمه الله بالوحي، وكان أول ما نزل عليه قوله تعالى:
"اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" [العلق: 1].
بدأ دعوته في السر لثلاث سنوات، ثم جهر بها رغم معارضة قريش الشديدة. عانى وأصحابه من الاضطهاد والمقاطعة، لكنهم ثبتوا بإيمانهم. في عام الحزن، توفيت خديجة وعمه أبو طالب، فاشتد عليه البلاء، حتى أذن الله له بالهجرة إلى المدينة المنورة.
الهجرة وتأسيس الدولة الإسلامية
كانت الهجرة النبوية نقطة تحول فارقة في تاريخ الإسلام، حيث أسس النبي ﷺ أول مجتمع إسلامي قائم على العقيدة والعدل والمساواة، ووثّق العلاقات بين المهاجرين والأنصار، ووقّع المعاهدات مع غير المسلمين، وأقام نظامًا سياسيًا واجتماعيًا متكاملاً.
خاض النبي ﷺ عدة غزوات دفاعية، مثل بدر وأحد والخندق، حتى فتح الله عليه مكة في العام الثامن للهجرة، فعفا عن أهلها وقال:
"اذهبوا فأنتم الطلقاء."
صفاته وأخلاقه
كان النبي ﷺ على درجة عظيمة من الخُلق، وصفه الله تعالى بقوله:
"وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ" [القلم: 4].
من صفاته الخُلقية والجسدية:
وفاته
توفي النبي محمد ﷺ في المدينة المنورة، في يوم الإثنين، الثاني عشر من ربيع الأول، في السنة الحادية عشرة للهجرة، عن عمر يناهز 63 عامًا. دُفن في حجرة زوجته عائشة رضي الله عنها، في المسجد النبوي الشريف.
مكانته في الإسلام والإنسانية
يُعتبر النبي محمد ﷺ القدوة الأولى للمسلمين، والمثال الأعلى في الإيمان والسلوك. وقد أثّرت رسالته في حياة ملايين البشر، وغيّرت مجرى التاريخ. قال عنه المؤرخ الغربي مايكل هارت في كتابه "الخالدون مئة":
"اختياري لمحمد ليكون الأول في قائمة أكثر الشخصيات تأثيرًا في التاريخ لم يكن من منطلق التعصب، بل لأنه الشخص الوحيد في التاريخ الذي نجح على المستويين: الديني والدنيوي."
خاتمة
محمد ﷺ ليس مجرد شخصية تاريخية، بل هو رسول الله وخاتم الأنبياء، حمل رسالة التوحيد، وأرسى قواعد الرحمة والعدالة. إنّ التعرف عليه ودراسة سيرته يزيد المسلم حبًا له، ويحفز على اتباع سنّته، ويعرّف العالم بعظمة هذا النبي الكريم الذي بُعث رحمة للعالمين.
0تعليقات