

موسوعة صحراوي منير
يُعدّ الفراعنة من أبرز الحضارات القديمة التي تركت بصمة عظيمة في تاريخ البشرية. نشأت حضارتهم على ضفاف نهر النيل في مصر القديمة، وتميزت بإنجازاتها في مجالات الهندسة، والطب، والزراعة، والكتابة، والفنون. وقد أُطلق عليهم اسم 'الفراعنة' نسبةً إلى لقب الملك المصري الذي كان يُعتبر الإله الحاكم في الأرض.
الفراعنة هم ملوك مصر القديمة الذين حكموا البلاد منذ توحيدها على يد الملك مينا حوالي عام 3100 قبل الميلاد وحتى غزو الإسكندر الأكبر لمصر عام 332 قبل الميلاد. كان يُنظر إلى الفرعون باعتباره تجسيدًا للإله على الأرض، وكانت سلطته مطلقة في الحكم والتشريع والدين.
تميّز الفراعنة بقدرتهم الفائقة على التنظيم والإدارة، حيث شيّدوا أهرامات الجيزة التي تُعد من عجائب الدنيا السبع القديمة، كما أبدعوا في فنون النحت والنقش والهندسة المعمارية. أسسوا نظامًا إداريًا معقدًا ساعد على استقرار الدولة المصرية لمئات السنين. كما برعوا في الطب والتحنيط والفلك، وابتكروا الكتابة الهيروغليفية لتوثيق الأحداث والمعارف.
كان الدين جزءًا أساسيًا من حياة الفراعنة، حيث آمنوا بتعدد الآلهة وبالحياة بعد الموت. ومن أجل ذلك شيدوا المقابر والمعابد الفخمة مثل معبد الكرنك ومعبد الأقصر، وزينوا جدرانها بالنقوش التي تروي معتقداتهم حول الخلق والبعث والحساب.
من بين أبرز ملوك الفراعنة: الملك مينا (موحد القطرين)، والملك خوفو (باني الهرم الأكبر)، والملك رمسيس الثاني (أعظم ملوك مصر في القوة والإنجاز)، والملك توت عنخ آمون (الذي اشتهر باكتشاف مقبرته سليمة تقريبًا عام 1922).
إن حضارة الفراعنة تعد من أعظم الحضارات الإنسانية التي عرفها التاريخ، إذ أسهمت في بناء أسس العلم والإدارة والفن. وما تزال آثارها شامخة إلى اليوم تُدهش العلماء وتُلهم الأجيال الجديدة بعبقريتها وإنجازاتها الخالدة.
0تعليقات