

رضي الله عنه وأرضاه، عمر بن الخطاب هو ثاني الخلفاء الراشدين، وأحد أبرز الشخصيات في التاريخ الإسلامي، يُعرف بلقب "الفاروق" الذي أطلقه عليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه فرق بين الحق والباطل. كانت حياته مليئة بالإنجازات والتحولات، من كونه من أشد المعارضين للإسلام في بدايته، إلى أن أصبح من أقوى دعائمه.
مولده ونشأته وإسلامه :
ولد عمر بن الخطاب في مكة المكرمة بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة تقريبًا، أي حوالي عام 584 ميلادي. نشأ في قبيلة قريش، وتحديدًا في بني عدي التي كان لها شأن كبير. كان عمر من أشراف قريش، وإليه كانت السفارة في الجاهلية، وكان مشهورًا بقوته وشجاعته.
في البداية، كان عمر من أشد المعادين للإسلام، ولكنه أسلم في السنة السادسة من النبوة وعمره سبع وعشرون سنة، وكان إسلامه نقطة تحول كبيرة للمسلمين، حيث أظهروا إسلامهم علنًا بعد أن كانوا يخفونه.
خلافته وإنجازاته :
تولى عمر بن الخطاب الخلافة بعد وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه عام 13 هجريًا (634 ميلادي)، واستمرت خلافته نحو عشر سنوات وستة أشهر. يُعرف عهده بأنه كان عصرًا ذهبيًا للإدارة والعدل والتوسع الإسلامي. من أبرز إنجازاته:
وضع أسس الإدارة للدولة الإسلامية:
التاريخ الهجري: كان عمر أول من وضع التاريخ الهجري أساسًا للتقويم الإسلامي، وذلك بدءًا من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة.
اهتمامه بالرعية والعدل: اشتهر عمر بعدله وحرصه الشديد على رعاية شؤون المسلمين، وكان يتفقد أحوالهم بنفسه.
تطوير الزراعة والاقتصاد: قام بتوزيع الأراضي الزراعية على الفلاحين وشجعهم على العمل، كما أنشأ نظامًا للري لزيادة الإنتاج.
جمع القرآن الكريم: كان لعمر رضي الله عنه دور مهم في جمع القرآن الكريم في مصحف واحد بعد استشهاد عدد كبير من حفظة القرآن في حروب الردة، حيث أشار بذلك على أبي بكر الصديق.
وفاته ودفنه :
استشهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه على يد أبي لؤلؤة المجوسي في السابع والعشرين من ذي الحجة عام 23 هجريًا (الموافق 7 نوفمبر 644 ميلادي)، أثناء صلاته الفجر بالناس في المسجد النبوي.
دُفن رضي الله عنه في المدينة المنورة، بجوار صاحبيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق رضي الله عنه، في حجرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قدوة في العدل والزهد والقيادة، وما زالت إنجازاته وإصلاحاته تُدرس وتُحتذى حتى اليوم.
0تعليقات