مساحة إعلانية

من هو عبد الحميد بن باديس ؟

عبد الحميد بن باديس (1889م – 1940م) شخصية محورية في تاريخ الجزائر الحديث، وأحد أبرز رموز النهضة الفكرية والإصلاح الديني في العالم الإسلامي في النصف الأول من القرن العشرين. يُعدّ رائد الحركة الإصلاحية في الجزائر ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.



إليك عرضًا مفصّلًا عن حياته وأعماله:


النشأة والتعليم

  • الاسم الكامل: عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس.
  • تاريخ الميلاد: 4 ديسمبر 1889م، المكان: قسنطينة، الجزائر.
  • الأسرة: من أسرة عريقة تنتمي إلى قبيلة "صنهاجة"، وكانت من الطبقة المثقفة.
  • تلقى تعليمه الأولي في كتاتيب قسنطينة، ثم في جامع الزيتونة بتونس، حيث تتلمذ على يد كبار العلماء هناك، مثل الشيخ محمد النخلي والطاهر بن عاشور.
  • بعد تخرجه من الزيتونة سنة 1912، قام برحلات إلى المشرق العربي (مصر، الحجاز) وتعرّف على رموز النهضة الإسلامية.


النشاط الإصلاحي والتربوي

  • عاد إلى الجزائر وبدأ مشروعه الإصلاحي انطلاقًا من جامع سيدي قموش ثم جامع الأخضر في قسنطينة، حيث درّس علوم الدين واللغة بأسلوب عصري.
  • دعا إلى الرجوع إلى الإسلام الصحيح الخالي من البدع والخرافات، وهاجم الطرق الصوفية المنحرفة.
  • ركّز على اللغة العربية كركيزة للهوية الجزائرية، وقاوم محاولات فرنسة التعليم والمجتمع.
  • اعتمد في دعوته على منهجية تعليمية متكاملة: التعليم، التوجيه، الصحافة، والعمل الجماهيري.


جمعية العلماء المسلمين الجزائريين:

  • تأسست سنة 1931م برئاسته، وضمت نخبة من العلماء والمصلحين من مختلف مناطق الجزائر.
  • شعار الجمعية: "الإسلام ديننا، والعربية لغتنا، والجزائر وطننا".
  • أسست الجمعية عشرات المدارس الحرة التي تدرّس باللغة العربية، وأسهمت في تنشئة جيل وطني مسلم.
  • كانت الجمعية صوتًا قويًا في مقاومة سياسة التجهيل والفرنسة الاستعمارية.


النشاط الصحفي:

أنشأ وأشرف على عدة صحف ومجلات إصلاحية أهمها:

  • المنتقد (1925): أُغلقت بعد 17 عددًا بسبب جرأتها في نقد الاستعمار.
  • الشهاب: مجلة فكرية مؤثرة امتدت لسنوات وكانت منبرًا للأفكار الإصلاحية.


موقفه من الاستعمار الفرنسي

  1. رفض التعاون مع الإدارة الاستعمارية.
  2. رفض أيضًا استخدام الدين لتبرير الخضوع للاستعمار.
  3. لم يدعُ إلى الثورة المسلحة، لكنه مهّد لها فكريًا وثقافيًا من خلال بناء الوعي الوطني والديني.


الوفاة والإرث

  • توفي رحمه الله في 16 أبريل 1940م بمدينة قسنطينة.
  • بقي أثره ممتدًا حتى اندلاع الثورة الجزائرية (1954)، والتي اعتبرت أفكاره وقودًا فكريًا لها.
  • يُعتبر اليوم رمزًا وطنيًا، وأُعلِن يوم وفاته يوم العلم في الجزائر.


أقوال مشهورة

  • "لو قالت لي فرنسا: قل لا إله إلا الله، ما قلتها."
  • "شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب."


خاتمة

الشيخ عبد الحميد بن باديس لم يكن فقط عالمًا دينيًا، بل كان مصلحًا اجتماعيًا، ومربّيًا وطنيًا، ومجاهدًا بالقلم والفكر. أسّس نهجًا متكاملًا للإصلاح جمع بين العقيدة الصحيحة، والهوية، والتربية، والمقاومة الثقافية، مما جعله من أعلام النهضة في العالم الإسلامي.



0تعليقات

1 - تعليقك يساهم في تطوير المحتوى ويزيد من الفائدة بمشاركتنا بأفكارك واقتراحاتك
2 - رأيك يهمنا فساهم بتعليقاتك معنا
3 - يرجى عدم وضع روابط خارجية في التعليقات لضمان نشرها
4 - لا تنس نشر المواضيع لكسب الأجر