

موسوعة صحراوي منير
مفدي زكرياء (1908-1977)، واسمه الحقيقي زكرياء بن سليمان بن يحيى بوزيد، هو شاعر جزائري فذّ يُعرف بـ"شاعر الثورة الجزائرية" و"شاعر المليون شهيد". وُلد في بني يزقن بولاية غرداية الجزائرية، ويُعد من أبرز رموز الأدب الجزائري الحديث، حيث كرس شعره لخدمة القضية الجزائرية والدفاع عن الهوية الوطنية.
تلقى مفدي زكرياء تعليمه الأول في الجزائر، ثم انتقل إلى تونس حيث تابع دراسته في جامع الزيتونة، وهناك بدأت تتفتح موهبته الشعرية. عاد إلى الجزائر ليكون شاهدًا على الظلم الاستعماري الفرنسي، فاندفع في مقاومته بقلمه الحر وكلماته الثورية.
لم يكن مفدي زكرياء مجرد شاعر يكتب وحسب، بل كان مناضلاً سياسيًا بامتياز، انخرط في الحركة الوطنية الجزائرية منذ فجرها. سُجن مرات عديدة من قبل السلطات الفرنسية بسبب مواقفه الشجاعة وشعره الذي كان بمثابة وقود للثورة.
اشتهر بقصائده الحماسية التي تمجد الوطن وتدعو إلى النضال من أجل الحرية والاستقلال، ومن أبرز أعماله التي لا تزال تُردد حتى اليوم:
"إلياذة الجزائر": عمل شعري ضخم يُعد ملحمة شعرية تؤرخ لتاريخ الجزائر ونضال شعبها.
"اللهب المقدس": ديوان شعري يضم قصائد وطنية تحفيزية.
"من وحي الأطلس": مجموعة شعرية أخرى تعكس حبه العميق لوطنه وتراثه.
أما "قسماً"، النشيد الوطني الجزائري، فهو من أشهر أعماله على الإطلاق، حيث صاغ كلماته بقوة وعمق ليصبح رمزًا للصمود والتضحية، ويُردد كل صباح في المدارس والاحتفالات الوطنية.
إرث خالد
بعد استقلال الجزائر، واصل مفدي زكرياء مسيرته الأدبية والنضالية، وظل صوتًا مدافعًا عن قضايا الأمة العربية والإسلامية. توفي في تونس عام 1977 ودُفن في الجزائر، تاركًا وراءه إرثًا شعريًا خالدًا يجسد تاريخ أمة ويُلهم الأجيال.
يعتبر مفدي زكرياء رمزًا للشعر الملتزم بقضايا وطنه وأمته، وتظل قصائده مرجعًا لكل من يبحث عن الإلهام في حب الوطن والتضحية من أجله.
0تعليقات